أخبار وطنية 36 بالمائة من الطيور الموجودة في تونس مهاجرة
مثّل التعريف بخصائص طائر النحام الوردي (الفلامينغو) ورمزيته في تراث بلادنا، محور أشغال الندوة الوطنية الثامنة حول الطيور والتراث المنتظمة، اليوم السبت، بجزيرة جربة من ولاية مدنين، ببادرة من جمعية أحباء الطيور وجمعية مواطنة وحريات، وذلك احتفالا باليوم العالمي للطيور المهاجرة وشعاره هذه السنة "لنحم الحشرات لنحم الطيور" من منطلق أهمية الحشرات كمصدر غذائي للطيور في فترة التعشيش وفترة الهجرة.
وتعتبر تونس محطّة مهمة للطيور المهاجرة (36 بالمائة من الطيور الموجودة بها مهاجرة)، فهي تنتمي لإحدى الطرقات الثلاث للهجرة: طريق تونس-ايطاليا وطريق المغرب-مضيق جبل طارق، وطريق تركيا بالبوسفور.
بدورها، تكتسي جزيرة جربة أهمية بالنسبة للطيور المهاجرة، حيث يصل عدد الطيور التي تقضي فترة الشتاء بها الى 40 الف طائر تنتمي إلى 43 نوع طائر مائي، هو ما يمثل ، وفق احصائيات جانفي 2024، نصف الطيور المهاجرة بتونس، وتوجد أساسا بالمناطق الرطبة وخاصة بمناطق رأس الرمل، ورأس الحمار، وتربلة، وسواحل قلالة، والساقية، وعدة مناطق أخرى تمكّن من مشاهدة ورصد الطيور المهاجرة، حسب هشام ازفزف منسق البرامج العلمية بجمعية أحباء الطيور.
وأوضح المصدر ذاته أن الاهتمام بطائر النحام الوردي، في هذه الندوة، يأتي من أجل التعريف بخصائصه وحضوره في التراث ورمزيته، حيث يصنف في تونس ضمن الطيور المقيمة او المهاجرة فمنها ما يأتي من أوروبا لقضاء فصل الشتاء ثم يعود الى الاماكن التي عشش بها، ومنها ما يقبل من اوروبا للتعشيش في تونس، علما أنّ آخر عملية تعشيش حصلت سنة 2019 بمدينة المنستير وشملت 22 الف طائر نحام وردي.
وتعتبر تونس بمثابة حاضنة لطائر النحام الوردي في البحر الابيض المتوسط، حيث يفد هذا النوع إليها بسبب المدّ والجزر الذي يميّزها وخاصة بخليج قابس، ويساهم في توفر الغذاء بسهولة، بما يفسّر قضاء هذا الطائر السنوات الثلاث الاولى ببلادنا دون تنقل، وفق ما ذكره رئيس جمعية احباء الطيور الهادي عيسى. وأضاف عيسى أن طائر النحام الوردي، الذي يأتي بكثافة إلى جزيرة جربة، له عدة خصوصيات، ومثّل مصدر إيحاء عبر الزمن في الاساطير في الخرافات والشعر والامثال والرسومات، كما اتّخذ عدة رمزيات فهو رمز الحقيقة، ورمز التوازن والثبات باعتبار قدرته على النوم واقفا على ساق واحدة لعدة ساعات، ورمز الاناقة والوفاء واللحمة الاسرية، إضافة إلى عدة رمزيات أخرى.
واعتبر أنه من الضروري استثمار مكانة جزيرة جربة لدى الطيور المهاجرة لاثراء المنتوج السياحي، من خلال ارساء مرصد للطيور المهاجرة يساهم في استقطاب السواح لرصد انواع مختلفة من الطيور والتعريف بها وبخصوصياتها وخاصة في شهر جانفي، بما يفضي إلى امتداد الموسم السياحي لفترة أطول.
وتطرّق المشاركون في الندوة الى الاخطار التي تهدد الطيور ومنها التغيرات المناخية التي اثرت على وجود المياه بالمناطق الرطبة، وتلوث المناطق الرطبة التي تحولت الى مصبات، الى جانب الزحف العمراني، ما ساهم في تراجع عدة انواع وظهور أنواع أخرى في المقابل.